محمد بن سلمان- فرحة رفع العقوبات عن سوريا تتردد في القلوب

المؤلف: رامي الخليفة العلي09.13.2025
محمد بن سلمان- فرحة رفع العقوبات عن سوريا تتردد في القلوب

في صورة تاريخية خالدة في الذاكرة، تجسدت شهامة الأمير محمد بن سلمان عندما ضم يديه إلى صدره، وذلك خلال إعلان الرئيس الأمريكي نبأ رفع العقوبات عن الجمهورية السورية، تلك اللحظة التي أضحت رمزًا ساميًا يعكس عمق المودة وصدق التعاضد. لم تكن تلك البادرة مجرد حركة عابرة في نظر الشعب السوري الشقيق، بل تحولت إلى منارة تضيء دروب المحبة الخالصة، وإحساسًا جياشًا بروابط الأخوة الوثيقة التي تجمع بين الشعبين السعودي والسوري. لقد استطاع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن يتربع على عرش قلوب الشعب السوري وينال تقديرهم الجم، وأصبح اسمه يتردد في أرجاء دمشق وحلب واللاذقية وكافة مدن سوريا الغالية، ليس فقط لأنه نجح في تحقيق إنجاز عظيم يتمثل في رفع العقوبات الأمريكية التي أثقلت كاهل الشعب السوري لسنوات طوال، وإنما أيضًا لأنه كان المحرك للقاء التاريخي الذي جمع بين الرئيس دونالد ترمب والرئيس أحمد الشرع، وهو اللقاء الذي طالما انتظره السوريون بشغف وأمل عظيم. لقد برهن الأمير محمد بن سلمان من خلال هذا الدور المحوري أنه قائد فذ يتمتع ببصيرة نافذة وحكمة سياسية راجحة، وقادر على إحداث تحول جذري في مسار الأحداث، مؤكدًا بذلك التزامه الراسخ بقيم التكاتف العربي والعمل الدؤوب من أجل بناء مستقبل مشرق وآمن للمنطقة بأسرها. صحيح أن الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الأمريكي إلى ربوع المملكة العربية السعودية قد أسفرت عن تحالف سعودي - أمريكي وطيد، وعززت أيضًا تحالفًا عربيًا - أمريكيًا سيكون له انعكاسات إيجابية جمة على مستقبل الاقتصاد السعودي والمنطقة قاطبة، وأن الاتفاقيات التي تم إبرامها في شتى المجالات، كالتكنولوجيا والتقنيات المتطورة والطاقة النظيفة والمتجددة، ستضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة تقنيًا واقتصاديًا وبيئيًا. وصحيح أيضًا أن المشاريع الجبارة التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان ويواصل الإشراف عليها، مثل مدينة نيوم والمشاريع الاستثمارية الضخمة في البنية التحتية والسياحة والصناعة، هي بمثابة دليل قاطع على رؤية طموحة وقيادة ملهمة تسهم في تعزيز مكانة المملكة على الصعيد العالمي، إلا أن السعادة الغامرة التي شعر بها الأمير كانت أسمى وأجل من مجرد نجاحات اقتصادية أو تكنولوجية. لقد كانت بهجة الأمير محمد بن سلمان، وفرحة رفاق دربه وشعبه الأصيل، أعمق وأكبر بكثير عندما تم الإعلان رسميًا عن رفع العقوبات عن الشعب السوري المنكوب. لقد عبر الأمير بتلقائية مدهشة وبمشاعر فياضة عن أن الفرح الحقيقي هو ذلك الذي يلامس شغاف قلوب الأشقاء، ويغير حياة ملايين الأسر السورية التي عانت الأمرين لسنوات طويلة من قسوة الحصار والتحديات الاقتصادية والاجتماعية والصحية. ولم تكن هذه الفرحة مجرد وليدة الصدفة، بل جاءت تتويجًا لجهود مضنية ومتواصلة بذلها الأمير، من خلال اتصالات ومفاوضات شاقة ومستمرة مع مختلف الأطراف الدولية الفاعلة، إيمانًا منه بضرورة عودة سوريا دولة قوية ومستقرة ومزدهرة. إن الشعب السوري الأصيل، الذي اكتوى بنار الفرقة والنزاعات، قد وجد في الأمير محمد بن سلمان أخًا ناصحًا، ويدًا حانية تمسح دموعهم، وقلبًا رحيمًا يفيض محبة وأخوة وصدقًا في المشاعر والمواقف. لقد تحولت تلك اللحظة التاريخية التي ضم فيها الأمير يديه إلى صدره إلى رمز يختزل أصدق معاني الأخوة الصادقة والتآزر الحقيقي بين الشعوب. واليوم، عندما يطوف السوريون في شوارعهم مستذكرين تلك اللحظة الفارقة، يرددون بتقدير وعرفان: «فداك أرواحنا يا سمو الأمير.. لقد لامست فرحتك وفرحة شعبك قلوبنا وأرواحنا، وستظل منقوشة في تاريخنا وذاكرتنا إلى الأبد». إن هذه المشاعر النبيلة والصادقة لن تكون مجرد ذكرى عابرة في سجل النسيان، بل ستظل جزءًا لا يتجزأ من ذاكرة الأجيال القادمة، تروي لهم قصة قائد عربي عظيم جعل من وحدة المصير العربي هدفًا ساميًا لا يضاهيه أي هدف آخر.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة